قصه جميله لا تفوتكم
صابرين
كانت تقفذ الى زاكرتى بأستمرار عندما اكون
اقراء وعند النوم واثناء الاكل وفى مشاغل الحياء عموما وكنت اقف برهه
استعيد تلك الزكريات ثم يختفى طيفها وانا بين التحسر والرجاء..هكذا كانت
معى وهكذا كبرت ،منذ كنا اطفالا ابرياء ،،قابلتها عندما اخذنى ابى معه الى الخلاء ليقضى بعض واجباته التى تتعلق بالحفر والتنقيب ،لاادرى كيف رضيت امى هذا فقد كنت صغيرا جدا لم ابلغ السابعة من عمرى ،وجدت نفسى هنالك مع ابى ووجدت اهل ذالك الاقليم الذى يسمونه الخلاء طيبين يحبون الضيف ويكرمون الغريب مع قله ما يملكون.
تأقلمت سريعا وكنت احب من
حولى ويحبوننى، غير ان هنالك كانت فتاه بعمرى ابادلها وتبادلنى شعورا ما
،،لا ادرى ان كان يسمى فى ذالك.. العمر الصغير بالحب .. كنا نتلاقى من الصبا ح ونفترق عند المساء لا املها ولاتملنى ،نتسابق فى الرمال ..تحفنا البراءه ويحتوينا الصدق اناديها ونحن نركض كفرسى رهان ...صااااابرين ...وتنادينى بأسمى سبقتك يا صااااابر. ومن
القدر تشابه اسمى واسمها كتشابه الصحراء والرمال التى كنا نركض عليها مع
الجمال المبعثره هنا وهناك ومع قطيع الاغنام والشجيرات البائسه والسكون
..هذه اللوحه ياسادتى كانت تقفذ الى ذهنى فى كل يوم حتى اصبحت شابا فى
ريعان شبابه.
اخذتنى امها وهى تبكى وتقبلنى وتعيدنى الى
احضانها نعم فقد حان الرحيل ،،ودع ابى اهل القريه وودعتهم ،،ولكنى لم اجد
صابرين بحثت عنها فى كل مكان وسألت عنها امها فلم تجيبنى و علمت فيما بعد
انها لا تحب الوداع ..تزكرت عندما قالت لى سوف تسكنون هنا يا صابر فقلت لا سوف نرحل من هنا بعد ايام او شهور فقالت لى بصوتا عال مزجور ((لا لا انت لا تعلم سوف تاتى امك الى هنا وسوف تقيمون بيننا )) ثم ابتعدت منى مسرعة وانا مذهول.
رحلت بدون وداعها وفى الطريق افتقدتها كثيرا وعندما وصلت احسست بانى قد تركت جزء منى هناك وهكذا بدات المعاناة معى كنت اميل واتودد واحس برغبه لمقابلتها ولكن شعور جارف مثل هذا لم يكن يراودنى .. كان طيفها يداهمنى بشكلين مختلفين احداهما كما ذكرته لكم والاخر اكثر وقعا فى نفسى اجده فى الاحلام .
وفى
الاحلام كنت ارها وكنت اسمع لها وكانها حقيقه تكبر كل عام وتتغير ملامح
وجهها حتى صارت ناضجه نتسامر سويا وتتعالى
اتنا ،الاطفها وتلاطفنى
،احدثها بهمس وتحدثنى بهمس واقول لها كم انت جميله فتقول لى متى تأتى اذن
..؟؟؟اقول لها قريبا بأذن الله ..وعندما استيقظ احس بشعورين نقيضين ؛شعور يحثنى الى الذهاب اليها وشعورا باردا يشعرنى بالغباء والسخريه وكأنه يقول لى ((هذا لا يعدو سوى انه طيف ...طيف ومتى كان الطيف حقيقة )) وبين هذين النقيضين اقضى حياتى ....امل ورجاء.... يسكن حبى حينا ....ويثور حينا.
غير انها غابت عنى فتره بحثت عنها فى احلامى جاهدا ...استيقظ ثم انام...وانام ثم استيقظ لأجدها ولكنها..تمنعت عنى ..تسائلت كثيرا ماذا اصابها ..ودار فى نفسى ((انها ليست الا طيف ...طيف ومتى كان الطيف حقيقه))اصبحت اردد هذا فى هذيان تام ....ايام وايام حتى اصابنى الفتور والاعياء وبدء الياس يدب فى قلبى وفى عقلى ((انها ليست سوى طيف...طيف ومتى كان الطيف حقيقه)).
ولكنها ياسادتى جاءتنى ذات يوم كغير عادتها..مخضبه الانامل متجمله باكيه وتقول لى ,,,لماذا ؟؟كنت فى انتظارك كل هذه السنين ؟؟؟لماذا؟؟؟ ثم اجهشت بالبكاء وهى تقول لى (( زواجى بعد ايام وقد اجبرونى على ذالك ارجوك ان تأتى وتنقذنى ))انقطع الحلم وصحوت مذعورا وعلمت ان النساء هنالك يجبرن على الزواج ..حزمت حقائبى ونويت الذهاب وانا متحمس اضع الخطط والطرق واحاول ان اضع العقبات لأذيلها..قليلا قليلا بداء شعور التحمس يهبط واتانى ذالك الشعور((انها ليست سوى طيف..طيف ومتى كان الطيف حقيقه))حدثتنى نفس احاديث كثيره ؛ قالت لى وانا اشعر بالغباء ربما صابرين لم تعد تذكرك حتى ....ان لم تستطيع ان تتغلب على هذا الطيف فأنت مريض..نعم انت مريضا حقا..اين هم الان واين هذا الخلاء انك لا تعلم شيئا ...ربما تزوجت صابرين منذ مده وربما رحلو عن تلك الديار...اه اه اه اه اه اه اه اه
اه منك يازمن واه منك يا طيف ازحت عنى تلك الفكره ومضيت الى حالى اتشاغل بالحياه ومتطلباتها وانسى امر ذالك الطيف وبعد عده سنين رأيت نفسى فى المنام وانا اتجول فى ذالك الاقليم ابحث عنها وعندما اقتربت من الديار سمعت صوت نحيب وبكاء انهن نساء يحترقن من البكاء سالت ماذا هناك وليتنى لم اسأل فعلمت انها رحلت الى ربها اثناء وضوعها لمولودهاالجديد.
بكيت فى الحلم وعندما استيقظت ولكن سرعان ما اتانى ذالك الشعور((انها ليست سوى طيف ... طيف ومتى كان الطيف حقيقه))